كتب - شريف سمير:
لم يعد الأمان في البر ... فصار الملاذ الأخير هو البحر .. واضطر مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين إلى الفرار من مخيم الشاطىء جنوب قطاع غزة إلى بحر خان يونس بعد مشاهد الدمار والإبادة الجماعية!
** شاطىء النجاة!
«وين بدنا نروح، البحر قدامنا واليهود ورانا»... قالها الغزاوى أمجد صبح (41 عاماً) من سكان مخيم الشاطئ، وبدت حالة من الصدمة والذهول على ملامحه متحدثا عن معاناته في رحلة نزوح لا تتوقف، بدأها من مخيم الشاطئ بعد أن تحول منزله إلى ركام، فنزح إلى النصيرات وسط قطاع غزة، ثم إلى خان يونس، ومنها إلى رفح، وعاد مجدداً هذه المرة إلى خان يونس، وتحديداً إلى شاطئ إحدى المستوطنات الإسرائيلية التي أخليت عام 2005.
** الفرار من رفح!
وقال صبح: «يا لسخرية القدر، الاحتلال ترك مستوطناته قسراً، والآن نحن نعود إليها قسراً... طيب وين نروح. وين نروح بحالنا وأولادنا. أولادنا اليوم عاشوا الذي عاشه أجدادهم عام 1948 وأصعب»، ومع توسيع الجيش الإسرائيلي عملياته في مدينة رفح، أقصى جنوب القطاع، لم يجد عشرات آلاف الغزاويين مكاناً يحتضنهم في غزة التي تحوّلت إلى كومة ركام وتجمعات نازحين، سوى شواطئ البحر القريب.
** تفكيك الخيام!
وتجددت موجة نزوح كبيرة لمئات آلاف الغزاويين من سكان المدينة والنازحين إليها، بعد أن فكّكوا خيامهم من مدينة رفح، ونصبوها على شواطئ عدة مناطق، من بلدة الزوايدة وسط القطاع، حتى مواصي، شمال رفح جنوباً.
** موجة من المركبات ونصف النقل!
وتدفقت مركبات ودراجات نارية نصف نقل و (توك توك)، وعربات تجرها حيوانات، وهي تنقل المواطنين الفلسطينيين من مناطق متفرقة برفح إلى خان يونس ودير البلح والزوايدة وغيرها، وطلب جيش الاحتلال الإسرائيلي من أحياء ومخيمات ومربعات سكنية جديدة في رفح إخلاء السكان منها، وجزء منها يقع في شمال ووسط المدينة، وذلك بعد قرار اتخذه مجلس الحرب الموسع، بتعميق وتوسيع العملية العسكرية في المدينة، تزامناً مع منح فريق التفاوض صلاحيات أكبر لمحاولة التوصل لاتفاق مع «حماس» بشأن الإفراج عن المختطفين.